إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَنَبِّئۡهُمۡ عَن ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ} (51)

{ وَنَبّئْهُمْ } عطفٌ على نبىءْ عبادي ، والمقصود اعتبارُهم بما جرى على إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام مع أهله من البشرى في تضاعيف الخوفِ ، وبما حل بقوم لوطٍ من العذاب ونجاتِه عليه الصلاة والسلام مع أهله التابعين له في ضمن الخوف ، وتنبيهُهم بحلول انتقامِه تعالى من المجرمين وعلمُهم بأن عذاب الله هو العذاب الأليم .

{ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : « أنهم جبريلُ عليه الصلاة والسلام وملكانِ معه » وقال محمد بن كعبٍ : « وسبعةٌ معه » وقيل : « جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ عليهم الصلاة والسلام » وقال الضحاك : « كانوا تسعةً » وعن السدي : « كانوا أحدَ عشرَ على صور الغلمان الوِضاءِ وجوهُهم » وعن مقاتلٍ : « أنهم كانوا اثنيْ عشَرَ ملَكاً » وإنما لم يتعرض لعنوان رسالتِهم لأنهم لم يكونوا مرسَلين إلى إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام بل إلى قوم لوطٍ حسبما يأتي ذكرُه .