السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَبِّئۡهُمۡ عَن ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ} (51)

ولما بالغ تعالى في تقرير النبوّة ثم أردفه بذكر دلائل التوحيد ، ثم ذكر تعالى عقبه أحوال القيامة ووصف الأشقياء والسعداء أتبع ذلك بقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليكون سماعها مرغباً في العبادة الموجبة للفوز بدرجات الأولياء ومحذراً عن المعصية الموجبة لاستحقاق دركات الأشقياء وافتتح من ذلك بقصة إبراهيم عليه السلام . فقال تعالى : { ونبئهم } أي : خبّر يا سيد المرسلين عبادي { عن ضيف إبراهيم } وهم ملائكة اثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل عليه السلام . فإن قيل : الضيف هو المنضم إلى غيره لطلب القرى ؟ أجيب : بأنّ هؤلاء سموا بهذا الاسم لأنهم على صورة الضيف فهو من دلالة التضمن وقيل أيضاً : إنّ من يدخل دار إنسان ويلتجئ إليه يسمى ضيفاً وإن لم يأكل .