المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( 141 )

وقوله تعالى : { تلك أمة } الآية ، كررها عن قرب لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف ، أي إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى ، فوجب التأكيد ، فلذلك كررها ، ولترداد ذكرهم أيضاً في معنى غير الأول( {[1332]} ) .


[1332]:- عطف على قوله: لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف، فهي علة بعد علة، والمعنى أن تكرار هذه الآية له سببان- الأول ما تتضمنه من التهديد والتخويف وذلك يقتضيه المقام- والثاني اختلاف الأقوال والسياق، فهي أولا: جاءت إثر ما حكي من وصية إبراهيم بنيه، يعني فليس لكم ثواب فعل تلك الأمة ولا عليكم عقابه- وثانيا: لما ذكر ادعاءهم اليهودية والنصرانية لآبائهم أعاد ذلك أيضا بقصد التأكيد والتنبيه، وهذا كله على رجوع الإشارة إلى إبراهيم ومن معه، والله أعلم فقول ابن عطية: "وترداد ذكرهم". أي الأنبياء.