فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عنا كانوا يعملون ، سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } .

وكرر قوله تعالى { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون } لتضمنها معنى التهديد والتخويف الذي هو المقصود في هذا المقام ، وتلك إشارة إلى إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط ، وقيل لأنه إذا اختلف مواطن الحجاج والمجادلة حسن تكريره للتذكير به وتأكيده ، وقيل إنما كرره تنبيها لليهود ولمن يتكل على فضل الآباء وشرفهم أي لا تتكلوا على فضل الآباء فكل يؤخذ بعمله ، وكل إنسان يسأل يوم القيامة عن كسبه لا عن كسب غيره ، وفيه وعظ وزجر وهذا كالأول .