المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

هذا تقرير وتوقيف على أمر تدل صحته على صحة بعث الأجساد من القبور وإعادة الموتى وجمع الضمير جمع من يعقل في قوله { مثلهم } من حيث كانتا متضمنتين من يعقل من الملائكة والثقلين ، هذا تأويل جماعة من المفسرين ، وقال الرماني وغيره : الضمير في مثلهم عائد على الناس .

قال القاضي أبو محمد : فهم مثال للبعث ، وتكون الآية نظير قوله تعالى : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس }{[9822]} [ غافر : 57 ] وقرأ سلام أبو المنذر وابن أبي إسحاق ويعقوب والأعرج «والأرض يقدر » على يفعل مستقبلاً ، وقرأ جمهور «بقادر » ، وقرأ جمهور الناس «الخلاق » ، وقرأ الحسن «الخالق » .


[9822]:من الآية(57) من سورة(غافر).