المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَٱلتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا} (3)

وقوله { فالتاليات ذكراً } معناه القارئات ، وقال مجاهد والسدي : أراد الملائكة التي تتلو ذكره ، وقال قتادة : أراد بني آدم الذين يتلون كتبه المنزلة وتسبيحه وتكبيره ونحو ذلك ، وقرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء في الذال ، وهي قراءة ابن مسعود ومسروق والأعمش ، وقرأ الباقون وجمهور الناس بالإظهار ، وكذلك في كلها ، قال أبو حاتم : والبيان اختيارنا وأما " الحاملات وقرا " و " الجاريات يسراً " {[9823]} ، فلا يجوز فيها الإدغام{[9824]} لبعد التاء من الحرفين .


[9823]:من قوله تعالى في أول سورة الذاريات:{والذاريات ذروا، فالحاملات وقرا، فالجاريات يسرا}.
[9824]:أي بعد التاء من الواو في (وقرا)، ومن الياء في (يسرا).