غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱلتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا} (3)

1

والتاليات الذين يتلون كتاب الله على الأنبياء ، وكونهم تالين إشارة إلى كيفية تأثيراتها في إفاضة الجلايا القدسية والأنوار الإلهية على الأرواح الإنسانية . الوجه الثاني التالين للقرآن في الصلاة وغيرها . أو الدارسات شرائع الله وكتبه لوجه الله ، أو أقسم بنفوس المجاهدين في سبيل الله كقوله { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً }

[ الصف : 4 ] وأما التاليات فذلك أنهم يشتغلون وقت المحاربة بقراءة القرآن وذكر الله . والتاليات كل من تلا كتاب الله .

والفاء في هذه الوجوه لترتب الصفات في الفضل فالفضل للصف ثم للزجر ثم للتلاوة أو بالعكس فلكل وجه . ويحتمل وإن لم يذكره جار الله أن تكون لترتيب معانيها في الوجود كقوله :

*** الصابح فالغانم فالآيب ***

كأنه قال : الذي صبح فغنم فآب . مثاله المصلون يقفون أوّلاً صفوفاً ثم يزجرون الوساوس عنهم بالاستعاذة ثم يشتغلون بالقراءة .

وأما التقدير الثاني وهو أن يكون المراد بهذه الأمور الثلاثة موصوفات متغايرة ؛ فالصافات الطير من قوله { والطير صافات } [ النور : 41 ] يحكى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يخرج من الصف وسيفه ينطف دماً فإذا رقى ربوة يأتي بالخطبة الغراء . وقيل : الصافات العالم الجسماني المنضود كرة فوق كرة من الأرض إلى الفلك الأعظم .

3

والفاء على هذه المعاني لترتب الموصوفات في الفضل .

/خ82