الآيات 1 و2 و3 قوله تعالى : { والصّافّات صفًّا } { فالزّاجرات زجرا } { فالتاليات ذِكرا } اختلف فيه : قال بعضهم : الصافات هي الطير إذا صفّت أجنحتها بين السماء والأرض . وذُكر عن ابن مسعود [ أنه ]{[17598]} قال : الصافات والزاجرات والتاليات ، كلها{[17599]} الملائكة . قال{[17600]} : الصافّات ، اصطفّت الملائكة صفا لعبادة الله عز وجل وتسبيحه . وكذلك ذكر عن ابن عباس وغيره .
إلا أن غيرهما{[17601]} ، يفسر الزاجرات والتاليات أي ملائكة هم . ولسنا نذكر عن ابن مسعود وابن عباس [ هذا ]{[17602]} التفسير .
وقال بعضهم : الزاجرات هم الملائكة الذي يزجرون السحاب والأمطار { فالتاليات ذكرا } هم الملائكة يتلون القرآن والوحي على الرسل والأنبياء عليهم السلام .
وقال قتادة : { والصافات صفا } أقسم الله عز وجل بخلق ممن{[17603]} خلق ، قال : الصافات الملائكة صفوفا في السماء { فالزاجرات زجرا } ما ذكر في القرآن من زواجر عن المعاصي والمساوئ { فالتاليات ذكرا } قال : ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار الرسل عليهم السلام وأنباء الأمم التي كانت قبلكم .
وجائز أن يكون { والصافّات صفا } هم الملائكة الذي يصلون لله عز وجل صفوفا على ما ذكر ، { فالزاجرات زجرا } هم الملائكة الموكلون بأرزاق الخلق وسوقها إليهم سوقا { فالتاليات ذكرا } هم الملائكة الموكلون بالتسبيح والتحميد وجميع الأذكار .
ثم وجه القسم بالملائكة الذين ذكر ، والله أعلم ، أنه عز وجل قد عظّم شأن الملائكة وأمرهم في قلوب أولئك الكفرة حتى قالوا : { لولا أنزل مَلَك فيكون معه نذير } [ الفرقان : 7 ] وقالوا{[17604]} : { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [ الفرقان : 21 ] [ وصفهم ]{[17605]} الله عز وجل أنهم { لا يعصون الله ما أمرهم } الآية [ التحريم : 6 ] وأنهم{[17606]} { لا يستكبرون عن عبادته } الآية [ الأعراف : 206 والأنبياء 19 ] وأنهم{[17607]} { يسبّحون الليل والنهار } [ الأنبياء : 20 ] الخ .
عظّم الله عز وجل أمر الملائكة [ وشأنهم في ]{[17608]} قلوب أولئك الكفرة وصدقهم عندهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.