فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱلتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا} (3)

والمراد ب{ التاليات ذِكْراً } الملائكة التي تتلو القرآن كما قال ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وابن جبير ، والسدّي . وقيل المراد : جبريل وحده ، فذكر بلفظ الجمع تعظيماً له مع أنه لا يخلو من أتباع له من الملائكة . وقال قتادة : المراد كل من تلا ذكر الله وكتبه . وقيل المراد : آيات القرآن ، ووصفها بالتلاوة ، وإن كانت متلوّة كما في قوله : { إِنَّ هذا القرءان يَقُصُّ على بَنِى إسراءيل } [ النمل : 76 ] . وقيل : لأن بعضها يتلو بعضاً ، ويتبعه . وذكر الماوردي : أن التاليات هم الأنبياء يتلون الذكر على أممهم ، وانتصاب { ذكراً } على أنه مفعول به ، ويجوز أن يكون مصدراً كما قبله من قوله { صفاً } و{ زجراً } .

قيل : وهذه الفاء في قوله : { فالزاجرات } ، { فالتاليات } إما لترتب الصفات أنفسها في الوجود ، أو لترتب موصوفاتها في الفضل ، وفي الكلّ نظر .

/خ19