فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱلتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا} (3)

{ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا } أي الملائكة التي تتلو القرآن كما قال ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وابن جبير والسدي ، وقيل : المراد جبريل وحده فذكر بلفظ الجمع تعظيما له مع أنه لا يخلو من أتباع له من الملائكة ، وقال قتادة : المراد كل من تلا ذكر الله وكتبه ، وقيل : المراد آيات القرآن ووصفها بالتلاوة وإن كانت متلوة ، كما في قوله : { إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل } وقيل : لأن بعضها يتلو بعضا ويتبعه .

وذكر الماوردي : أن التاليات هم الأنبياء يتلون الذكر على أممهم ؛ وانتصاب ذكرا على أنه مفعول به ، ويجوز أن يكون مصدرا كما قبله ، قيل : وهذه الفاء في قوله : فالزاجرات فالتاليات إما لترتيب الصفات أنفسها في الوجود ، أو لترتيب موصوفاتها في الفصل ؛ وفي الكل نظر .