المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ} (27)

وقوله : { إلا الذي فطرني } قالت فرقة : الاستثناء متصل ، وكانوا يعرفون الله ويعظمونه ، إلا أنهم كانوا يشركون معه أصنامهم ، فكأن إبراهيم قال لهم : أنا لا أوافقكم إلا على عبادة الله الفاطر . وقالت فرقة : الاستثناء منقطع ، والمعنى : لكن الذي فطرني معبودي ، وعلى هذا فلم يكونوا يعبدون الله إلا قليلاً ولا كثيراً ، وعلل إبراهيم لقومه عبادته بأنه الهادي المنجي من العذاب ، وفي هذا استدعاء لهم وترغيب في الله وتطميع برحمته .