قوله : { إِلاَّ الذي فَطَرَنِي } فيه أربعةُ أوجهِ :
أحدها : أنه استثناء منقطع ، لأنهم{[49764]} كانوا عَبَدَةَ أصنامٍ{[49765]} فقط{[49766]} .
الثاني : أنه متصل ؛ لأنه روي أنهم كانوا يشركون مع الباري غيره{[49767]} .
الثالث : أن يكون مجروراً بدلاً من » ما «الموصولة في قوله : { مِّمَّا تَعْبُدُونَ } قاله الزمخشري{[49768]} . ورده أبو حيان : بأنه لا يجوز إلا في نفي أو شبهه . قال : «وغَرَّهُ كونُ «بَرَاء » في معنى النفي ، ولا ينفعه ذلك ، لأنه موجب »{[49769]} . قال شهاب الدين : قد تأول النحاة ذلك في مواضع من القرآن كقوله : { ويأبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ } [ التوبة : 32 ] ، { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشعين } [ البقرة : 45 ] . والاستثناء المفرغ لا يكون في إيجاب ، ولكن لما كان «يَأْبى » بمعنى لا يفعل ، «وَإنَّها لكَبِيرَةٌ » بمعنى لا تَسْهلُ ولا تَخِفُّ ساغ ذلك فهذا مثله{[49770]} .
الرابع : أن تكون إلا صفة بمعنى غير على أن تكون «ما » نكرةة موصوفة . قاله الزمخشري{[49771]} . قال أبو حيان : وإنما أخْرَجَهَا في هذا الوجه عن كونها موصولة ، لأنه يرى أن «إلاَّ » بمعنى غير لا يوصف بها إلا النكرة وفيها خلاف . فعلى هذا يجوز أن تكون «ما » موصولة «و » إلا «بمعنى غير صفة لها{[49772]} .
{ إِلاَّ الذي فَطَرَنِي } أي خلقني { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } يرشدني لدينه ويوفقني لطاعته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.