الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ} (27)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم استثنى الرب نفسه؛ لأنهم يعلمون أن الله ربهم، فقال: {إلا الذي فطرني}، يقول: خلقني، فإني لا أتبرأ منه، {فإنه سيهدين} لدينه...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

قال ذلك ثقة بالله وتنبيهاً لقومه أن الهداية من ربه...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

المعنى أنه سيهديني إلى طريق الجنة بلطف من ألطافه يكون داعيا إلى أن اتمسك به حتى يؤديني إليها.

والتبري من كل معبود من دون الله واجب بحكم العقل، كما يجب ذمهم على فعل القبيح لما في ذلك من الزجر عن القبيح والردع عن الظلم، فكذلك يجب قبول قول من أخلص عبادة الله، كما يجب مدحه على فعله...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

المعنى: لكن الذي فطرني معبودي، وعلى هذا فلم يكونوا يعبدون الله لا قليلاً ولا كثيراً، وعلل إبراهيم لقومه عبادته؛ بأنه الهادي المنجي من العذاب، وفي هذا استدعاء لهم وترغيب في الله وتطميع برحمته...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إلا الذي فطرني} قال: فقد ضممت بهذا التأويل إلى فهمك الأول الذي استفدته من الخبر، فهم المعرفة الحقيقية الذي أفاد له طباعك بالعبرة، ونبه بالوصف بالفطر على دليل اعتقاده، أي الذي شق العدم فأخرجني منه ثم شق هذه المشاعر والمدرك، ومن كان بهذه القدرة الباهرة كان منفرداً بالعظمة.

ولما كان الله سبحانه -وله المنّ- قد أنعم بعد الإيجاد بما أشار إليه من العقل والحواس المهيئ، للهداية من غير طلب، فكان جديراً بأن يمنح قاصده بأعظم هداية قال مسبباً عن قطعه العلائق من سواه، مؤكداً لأجل من ينكر وصوله إلى حد عمي عنه أسلافه {فإنه سيهدين} أي هداية هي الهداية إلى ما لاح لي من الحقائق من كل ما يصلحني لتوجهي إليه وتوكلي عليه، لا مرية عندي في هذا الاعتقاد، وقد أفاد بهذه المقترنة بالسين هدايته في الاستقبال بعد أن أفاد بقوله المحكي في الشعراء {فهو يهدين} الهداية في الحال وكأنه خص هذا بالسين لأجل ما عقبها به من عقبه، فجعل هدايتهم هدايته.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

{فإنَّه سَيَهْدين} بعد بمعنى: سيزيدني هداية بعد بما يوحي إلي بعد، وبما يوفقني إليه من العلم والعبادة...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} فإني أتولاه، وأرجو أن يهديني للعلم بالحق والعمل به، فكما فطرني ودبرني بما يصلح بدني ودنياي، ف {سَيَهْدِينِ} لما يصلح ديني وآخرتي...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

واستثنى الله؛ ووصفه بصفته التي تستحق العبادة ابتداء، وهو أنه فطره وأنشأه، فهو الحقيق بالعبادة بحكم أنه الموجد. وقرر يقينه بهداية ربه له، بحكم أنه هو الذي فطره؛ فقد فطره ليهديه؛ وهو أعلم كيف يهديه...