فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ} (27)

ثم استثنى خالقه من البراءة فقال : { إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ( 27 ) } .

{ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } أي خلقني ، والاستثناء منقطع أي لكن الذي فطرني أو متصل من عموم { ما } لأنهم كانوا يعبدون الله والأصنام ، أو إلا صفة بمعنى غير ، وما نكرة موصوفة ، قاله الزمخشري { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } أي سيرشدني لدينه ، ويوفقني لطاعته ، ويثبتني على الحق ، وإخباره بأنه سيهديه جزما بثقته بالله سبحانه ، وقوة يقينه ، والأوجه أن السين للتأكيد دون التسويف ، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار .