المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ مُّسۡتَنفِرَةٞ} (50)

وقوله تعالى في صفة الكفار المعرضين بتول واجتهاد في نفور { كأنهم حمر مستنفرة } إثبات لجهالتهم لأن الحمر من جاهل الحيوان جداً ، وقرأ الأعمش : «حمْر » بإسكان الميم ، وفي حرف ابن مسعود «حمر نافرة » ، وقرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم : «مستنفَرة » بفتح الفاء ، وقرأ الباقون بكسرها ، واختلف عن نافع وعن الحسن والأعرج ومجاهد ، فأما فتح الفاء فمعناها استنفرها فزعها من القسورة ، وأما كسر الفاء فعلى أن نفر واستنفر بمعنى واحد مثل عجب واستعجب وسخر واستسخر فكأنها نفرت هي ، ويقوي ذلك قوله تعالى { فرت }