اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ مُّسۡتَنفِرَةٞ} (50)

قوله : { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ } ، هذه الجملة يجوز أن تكون حالاً من الضمير في الجار ، وتكون بدلاً من «معرضين » . قاله أبو البقاء . يعني : أنها كالمشتملة عليها ، وأن تكون حالاً من الضمير في «معرضين » فيكون حالاً متداخلة .

وقرأ العامة : حُمُر - بضم الميم - ، والأعمش{[58593]} : بإسكانها .

وقرأ نافع وابن عامر{[58594]} : «مُسْتَنْفَرَةٌ » - بفتح الفاء - على أنه اسم مفعول ، أي : نفَّرها القنَّاص .

والباقون : بالكسر ، بمعنى نافرة .

يقال : استنفر ونفر بمعنى نحو عجب واستعجب ، وسخر واستسخر ؛ قال الشاعر : [ الكامل ] .

4974 - إمْسِكْ حِماركَ إنَّهُ مُسْتنفِرٌ*** فِي إثرِ أحْمرةٍ عَمدْنَ لِغُرَّبِ{[58595]}

وقال الزمخشري : «وكأنها تطلب النِّفار في نفوسها ، في جمعها له وحملها عليه » .

فأبقى السِّين على بابها من الطلب ، وهو معنى حسنٌ .

50


[58593]:ينظر: المحرر الوجيز 5/399، والبحر المحيط 8/372، والدر المصون 6/322.
[58594]:ينظر: السبعة 660، والحجة 6/341، وإعراب القراءات 2/411، وحجة القراءات 734.
[58595]:ينظر الطبري 19/106، ومجمع البيان 1/589، ومعاني القرآن للفراء 3/306 واللسان (لغز)، والقرطبي 19/58، والبحر 8/372 والدر المصون 6/422.