تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ مُّسۡتَنفِرَةٞ} (50)

الآيتان 50و51 : وقوله تعالى : { كأنهم حمر مستنفرة }{ فرت من قسورة } بنصب{[22729]} الفاء وخفضه . ومن قرأ بخفض الفاء صرف الفعل إليها ، كأنه يقول : حمر نافرة[ ونفر ]{[22730]} واستنفر واحد كما يقال : استرقد القوم أي رقدوا .

ومن قرأ بنصب الفاء فتأويله أنه فعل بها ما يحملها على النفار ، وذلك يكون بالرامي وبالقانص ، من الأسد كما ذكره أهل التفسير في تأويله القسورة ، هي الأسد والرماة أو الصيادون ، ويقال : هي النفرة ، وكان هذا تشبيها بالحمر الوحشية التي في طبعها النفار . ووجه التقريب ، هو أن هؤلاء أعرضوا عما في الإقبال عليه نجاتهم وتخلصهم من العطب ، ونفروا كنفار الحمر المستنفرة من العطب والهلاك .

وفي هذه الآية تبيين شدة سفههم وغاية جهلهم ، لأن الحمر تنفر من القانص والرامي والأسد لتسلم من الهلاك والعطب ، وهؤلاء الكفرة نفروا عما فيه نجاتهم إلى ما فيه هلاكهم وعطبهم ، فهم أشر من الحمير وأضل .


[22729]:انظر معجم القراءات القرآنية ج 7/265.
[22730]:ساقطة من الأصل و م.