الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ مُّسۡتَنفِرَةٞ} (50)

قوله : { كَأَنَّهُمْ } هذه الجملةُ يجوزُ أَنْ تكونَ حالاً من الضمير في الجارِّ ، وتكون بدلاً مِنْ " مُعْرِضِيْنَ " قاله أبو البقاء ، يعني أنَّها كالمشتملة عيلها ، وأنْ تكونَ حالاً من الضميرِ في " مُعْرِضِين " ، فتكونَ حالاً متداخلةً .

وقرأ العامَّةُ " حُمُرٌ " بضمِّ الميم ، والأعمش بإسكانِها . وقرأ نافعٌ وابنُ عامر بفتح الفاء مِنْ " مُسْتَنْفَرة " على أنه اسمُ مفعولٍ ، أي : نَفَّرها القُنَّاص . والباقون بالكسرِ بمعنى : نافِرة : يُقال : استنفر ونَفَر بمعنى نحو : عَجِب واستعجب ، وسخِر واسْتَسْخر . قال الشاعر :

أَمْسِكْ حِمارَكَ إنَّه مُسْتَنْفِرُ *** في إثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لغُرَّبِ

وقال الزمخشري : " كأنها تطلُبُ النِّفار مِنْ نفوسِها في جَمْعِها له وحَمْلِها عليه " انتهى . فأبقى السينَ على بابِها من الطَّلَبِ ، وهو معنى حسن .