معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

قوله تعالى : { قالوا } ، معتذرين { تالله لقد آثرك الله علينا } ، أي : اختارك الله وفضلك علينا ، { وإن كنا لخاطئين } ، أي : وما كنا في صنيعنا بكل إلا مخطئين مذنبين . يقال : خطئ خطأ إذا تعمد وأخطأ إذا كان غير متعمد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

وقوله تعالى : { قالوا : تالله لقد آثرك الله علينا } الآية ، هذا منهم استنزال ليوسف وإقرار بالذنب في ضمنه استغفار منه .

و { آثرك } لفظ يعم جميع التفضيل وأنواع العطايا ، والأصل فيها همزتان وخففت الثانية ، ولا يجوز تحقيقها ، والمصدر إيثار ، و { خاطئين } من خطىء يخطأ ، وهو المتعمد للخطأ ، والمخطىء من أخطأ ، وهو الذي قصد الصواب فلم يوفق إليه ، ومن ذلك قول الشاعر - وهو أمية بن الأسكر - [ الوافر ]

وإن مهاجرَينِ تكتفاه*** لعمرُ الله قد خطئا وخابا{[6823]}


[6823]:البيت لأمية بن الأسكر، ويقال: هو الأشكر بالشين، وهو من الشعراء المخضرمين، أدراك الإسلام وأسلم، والبيت من شعر له في ابنه كلاب، وكان ابنه قد لقي طلحة بن عبيد الله،والزبير بن العوام فسألهما: أي الأعمال أفضل في الإسلام؟ فقالا له: الجهاد، فذهب إلى عمر رضي الله عنه وطلب إليه أن يلحقه بالجيش ففعل، وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبة كلاب على أبيه قال هذا الشعر، وقد استشهد أبو عبيدة بهذا البيت في "مجاز القرآن" عند تفسير قوله تعالى: {إنه كان حوبا كبيرا}، أي إثما، وذلك أن الرواية في البيت و(حابا) بالحاء المهملة لا بالخاء كما هي مثبتة في الأصول هنا، ثم عاد أبو عبيدة واستشهد بالبيت عند تفسير قوله تعالى: {وإن كنا لخاطئين} وقال: "خطئت وأخطأت واحد، قال امرؤ القيس: (يا لهف هند إذ خطئن كاهلا)، أي أخطأن، وقال أمية بن الأسكر: (وإن مهاجرين ... البيت)".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

الإيثار : التفضيل بالعطاء . وصيغة اليمين مستعملة في لازم الفائدة ، وهي علمهم ويقينهم بأن ما ناله هو تفضيل من الله وأنهم عرفوا مرتبتَه ، وليس المقصود إفادة تحصيل ذلك لأن يوسف عليه السلام يعلمه . والمراد : الإيثار في الدنيا بما أعطاه الله من النعم .

واعترفوا بذنبهم إذ قالوا : { وإنّ كنا لخاطئين } . والخاطىء : فاعل الخطيئة ، أي الجريمة ، فنفعت فيهم الموعظة .