النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

قوله عز وجل : { قالوا تالله آثرك اللهُ علينا } مأخوذ من الإيثار ، وهو إرادة تفضيل أحد النفسين على الآخر ، قال الشاعر :

والله أسماك سُمًّا مباركاً *** آثرك الله به إيثارَكاً{[1561]}

{ وإن كنا لخاطئين } أي فيما صنعوا بيوسف ، وفيه قولان :

أحدهما : آثمين .

الثاني : مخطئين . والفرق بين الخاطئ والمخطئ أن الخاطئ آثم .

فإن قيل : فقد كانوا عند فعلهم ذلك به صغاراً ترفع عنهم الخطايا .

قيل{[1562]} لما كبروا واستداموا إخفاء ما صنعوا صاروا حينئذ خاطئين .


[1561]:جاء هذا البيت في اللسان ـ سما، ولم ينسب إلى قائل.
[1562]:سقط من ق.