فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

{ قَالُوا تالله لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنَا } أي : لقد اختارك وفضلك علينا بما خصك به من صفات الكمال ، وهذا اعتراف منهم بفضله وعظيم قدره ، ولا يلزم من ذلك ألا يكونوا أنبياء ، فإن درج الأنبياء متفاوتة ، قال الله تعالى : { تِلْكَ الرسل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ } [ البقرة : 253 ] { وَإِن كُنَّا لخاطئين } أي : وإن الشأن ذلك . قال أبو عبيدة : خطئ وأخطأ بمعنى واحد . وقال الأزهري : المخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره ، ومنه قولهم : المجتهد يخطئ ويصيب ، والخاطئ من تعمد ما لا ينبغي . قالوا هذه المقالة المتضمنة للاعتراف بالخطأ والذنب استجلاباً لعفوه واستجذاباً لصفحه .

/خ98