فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} (91)

{ قالوا تالله لقد آثرك } اختارك وفضلك { الله علينا } بما خصك به من صفات الكمال أو بالعلم والعقل أو بالملك قاله الضحاك أو بالصبر قاله أبو صالح أو بالحلم والصفح أو بالحسن ، وقيل بالنبوة وقيل بسائر الفضائل التي أعطاها الله له دون إخوته ، واللفظ أوسع من ذك ويدخل فيه ما ذكر دخولا أوليا ، وهذا اعتراف منهم بفضله وعظيم قدره قيل ولا يلزم من ذلك أن لا يكونوا أنبياء ، فإن درجة الأنبياء متفاوتة قال الله تعالى { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ويستعار آثر للفضل والإيثار للتفضيل .

{ وإن كنا لخاطئين } أي وإن الشأن كذلك قال أبو عبيدة ، خطأ وأخطأ واحد ، وقال الأزهري : المخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره .

ومنه قولهم المجتهد يخطئ ويصيب والخاطئ من تعمد ما لا ينبغي ، قالوا هذه المقالة المتضمنة للاعتراف بالخطأ والذنب استجلابا لعفوه واستجلابا لصفحه ، وقيل آثر لفظ خاطئين على مخطئين موافقة لرؤوس الآي .