معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ} (7)

قوله تعالى : { آمنوا بالله ورسوله } يخاطب كفار مكة ، { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } مملكين فيه : يعني : المال الذي كان بيد غيرهم فأهلكهم وأعطاه قريشاً ، فكانوا في ذلك المال خلفاء عمن مضوا . { فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير . }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ} (7)

قوله تعالى : { آمنوا بالله ورسوله } الآية أمر للمؤمنين بالثبوت على الإيمان والنفقة في سبيل الله ، ويروى أن هذه الآية نزلت في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك ، قاله الضحاك ، وقال : الإشارة بقوله : { فالذين آمنوا وأنفقوا } إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وحكمها باق يندب إلى هذه الأفعال بقية الدهر .

وقوله : { مما جعلكم مستخلفين } تزهيد وتنبيه على أن الأموال إنما تصير إلى الإنسان من غيره ويتركها لغيره ، وليس له من ذلك إلا ما تضمنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «يقول ابن آدم مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت »{[10952]} ويروى أن رجلاً مر بأعرابي له إبل ، فقال له : يا أعرابي ، لمن هذه الإبل ؟ فقال : هي لله عندي . فهذا موقف مصيب إن كان ممن صحب قوله عمله .


[10952]:أخرجه البخاري في الطلاق، ومسلم في الزهد، وأبو داود في الطلاق، والترمذي في الزهد وتفسير سورة التكاثر، والنسائي في الوصايا، وأحمد في مسنده(2-368، 412، 4-23، 26)ن ولفظه كما في مسلم: عن مطرف، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ:{ ألهاكم التكاثر}، قال: يقول ابن آدم: مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت)، ومعنى "فأمضيت": نفّذت ما أردت التصدق به. وفي رواية عن أبي هريرة ذكرها أحمد في مسنده زيادة قوله:(ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس).