الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ} (7)

وقوله سبحانه : { آمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ } الآية : أمر للمؤمنين بالثبوت على الإيمان ، ويُرْوَى أَنَّ هذه الآية نزلت في غزوة العُسْرَةِ ، قاله الضَّحَّاكُ ، وقال : الإشارة بقوله : { فالذين آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ } إلى عثمانَ بن عفان ، يريد : ومَنْ في معناه ؛ كعبد الرحمن بن عوف ، وغيره .

وقوله : { مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } : تزهيد وتنبيه على أَنَّ الأَموال إنَّما تصير إلى الإنسان من غيره ، ويتركها لغيره ، وليس له من ذلك إِلاَّ ما أكل فأفنى ، أو تصدق فأمضى ، ويروى أَنَّ رجلاً مَرَّ بأعرابيٍّ له إبل فقال له : يا أَعرابيُّ ، لِمَنْ هذه الإبل ؟ قال : هي للَّه عندي ، فهذا مُوَفَّقٌ مصيب إنْ صحب قوله عمله .