تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { آمنوا بالله ورسوله } الإيمان بالله : هو أن يجعل{[20581]} رب كل شيء ، وأن له الخلق والأمر والإيمان برسوله هو أن يصدّق{[20582]} في كل ما يخبر عن الله تعالى وفي كل قول وفعل ، وأنه محق ، ويعلم أنه بأمر الله تعالى ونهيه يأمر ، وينهى ، ويفعل ، لا من ذات نفسه . هذا الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقوله تعالى : { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } يقول ، والله أعلم : وأنفقوا من المال الذي جعلكم فيه خلفاء من تقدمكم لأن الناس يخلف بعضهم بعضا في هذه الأموال ؛ كأنه يقول : أنفقوا من المال الذي جعلكم خلفاء من تقدمكم قبل أن يخلفكم من بعدكم كما ترك الإنفاق من تقدمكم ؛ إذ هي إنما أنشئت للإنفاق والانتفاع بها لا للترك كما هي ، والله أعلم .

ثم أخبر تعالى بقوله : { فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير } أن من كان آمن به ، وأنفق ، فله أجر كبير : ما وعد لهم من الأجر على جهة الإنعام منه والإفضال فوق الاستحقاق ؛ إذ المال ماله ، وهم عبيده ، ولا يلزم للعبد أجر على سيده ، والله الموفق .


[20581]:في الأصل و م: يجعله.
[20582]:في الأصل و م: يصدقه.