معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

قوله تعالى : { وإذا مرضت } أضاف المرض إلى نفسه وإن كان المرض والشفاء كله من الله ، استعمالاً لحسن الأدب كما قال الخضر : فأردت أن أعيبها وقال : { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } . { فهو يشفين } أي : يبرئني من المرض .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

{ وإذا مرضت فهو يشفين } عطف على { يطعمني ويسقين } لأنه من روادفها من حيث إن الصحة والمرض في الأغلب يتبعان المأكول والمشروب ، وإنما لم ينسب المرض إليه تعالى لأن المقصود تعديد النعم ، ولا ينتقص بإسناد الإماتة إليه فإن الموت من حيث إنه لا يحسن به لا ضرر فيه وإنما الضرر في مقدماته وهي المرض ، ثم إنه لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب التي تستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من أنواع المحن والبليات ، ولأن المرض في غالب الأمر إنما يحدث بتفريط من الإنسان في مطامعه ومشاربه وبما بين الأخلاط والأركان من التنافي والتنافر ، والصحة إنما تحصل باستحفاظ اجتماعها والاعتدال المخصوص عليها قهرا وذلك بقدرة الله العزيز العليم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

وأسند إبراهيم المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله عز وجل . وهذا حسن الأدب في العبارة والكل من عند الله تعالى ، وهذا كقول الخضر عليه السلام : فأردت أن أعيبها{[8952]} . وقال جعفر الصادق إذا مرضت بالذنوب شفاني بالتوبة ، وقرأ الجمهور هذه الأفعال » يهدين «بغير ياء ، وقرأ نافع وابن أبي إسحاق » يهدين « ، وكذلك ما بعده .


[8952]:نسب العيب إلى نفسه في هذه الآية، ونسب الخير إلى الله في قوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما} الآيتان 79، 82 من سورة الكهف.