فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

ثم وصف رب العالمين بقوله :

{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } أي يرشدني إلى مصالح الدين والدنيا ، وطريق النجاة ، وقد وصف الخليل ربه بما يستحق العبادة لأجله ، فإن الخلق والهداية والرزق الذي يدل عليه قوله :

{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } ودفع المرض وجلب نفع الشفاء ، والإماتة والإحياء والمغفرة للذنب ، كلها نعم يجب على المنعم عليه ببعضها فضلا عن كلها ، أن يشكر المنعم بجميع أنواع الشكر التي أعلاها وأولاها العبادة ، ودخول هذه الضمائر في صدور هذه الجمل للدلالة على أنه الفاعل لذلك دون غيره ، وأسند المرض إلى نفسه دون غيره من هذه الأفعال المذكورة رعاية واستعمالا للأدب مع الرب كما قال الخضر . { فأردت أن أعيبها } . وقال : { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } وإلا فالمرض والشفاء من الله سبحانه .