لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

قوله جل ذكره : { وإذا مضت فهو يشفين } لم يَقُلْ : وإذا أمرضني لأنه حفظ أدبَ الخطاب .

ويقال لم يكن ذلك مرضاً معلوماً ، ولكنه أراد تمارضاً ، كما يتمارض الأحبابُ طمعاً في العيادة ، قال بعضهم :

إن كان يمنعكَ الوشاةُ زيارتي *** فادخُلْ عليَّ بِعَلَّةِ العُوَّادِ

ويقول آخر :

يَوَدُّ بأن يمشِي سقيماً لَعَلَّها *** إذا سَمِعَتْ منه بشَكْوى تُرَاسِلُه

ويقال ذلك الشفاءُ الذي أشار إليه الخليلُ هو أن يَبْعَثَ إليه جبريلَ ويقول له : يقول لَكَ مولاك . . . كيف كنتَ البارحة ؟