محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ} (80)

{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما قدره من الأسباب الموصلة إليه . وإنما نسب المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى ، مع أنها منه ، لمراعاة حسن الأدب معه تعالى . بتخصيصه بنسبة الشفاء الذي هو نعمة ظاهرة إليه تعالى كما قال الخضر {[5924]} : { فأردت أن أعيبها } وقال {[5925]} : فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } وكقول الجن في آية {[5926]} : { أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } ولأن كثيرا من أسباب المرض يحدث بتفريط من الإنسان في مطاعمه ومشاربه وغير ذلك . ومن ثم قالت الحكماء : لو قيل لأكثر الموتى : ما سبب آجالكم ؟ لقالوا : التخم .


[5924]:(18 الكهف 79).
[5925]:(18 الكهف 82).
[5926]:(72 الجن 10).