ثم وصف ربّ العالمين بقوله : { الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } أي فهو يرشدني إلى مصالح الدين والدنيا . وقيل إن الموصول مبتدأ ، وما بعده خبره ، والأوّل أولى . ويجوز أن يكون الموصول بدلاً من ربّ ، وأن يكون عطف بيان له ، وأن يكون منصوباً على المدح بتقدير : أعني أو أمدح ، وقد وصف الخليل ربه بما يستحق العبادة لأجله ، فإن الخلق والهداية والرزق يدلّ عليه قوله : { والذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } . ودفع ضرّ المرض ، وجلب نفع الشفاء ، والإماتة ، والإحياء ، والمغفرة للذنب ، كلها نعم يجب على المنعم عليه ببعضها فضلاً عن كلها أن يشكر المنعم بجميع أنواع الشكر التي أعلاها ، وأولاها العبادة ، ودخول هذه الضمائر في صدور هذه الجمل للدلالة على أنه الفاعل لذلك دون غيره ، وأسند المرض إلى نفسه دون غيره من هذه الأفعال المذكورة رعاية للأدب مع الربّ ، وإلاّ فالمرض وغيره من الله سبحانه ، ومراده بقوله : { ثُمَّ يُحْيِينِ } البعث ، وحذف الياء من هذه الأفعال لكونها رؤوس الآي . وقرأ ابن أبي إسحاق هذه الأفعال كلها بإثبات الياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.