معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} (14)

قوله تعالى : { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } لمنصرفون في المعاد .

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر عن أبي إسحاق ، أخبرني علي بن ربيعة أنه " شهد علياً رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى قال : الحمد لله ، ثم قال : { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون } ، ثم حمد ثلاثاً وكبر ثلاثاً ، ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك ، فقال : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ، وقال مثل ما قلت ، ثم ضحك ، فقلنا : ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال :العبد أو قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو " .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} (14)

وقوله : { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } أمر بالإقرار بالبعث وترداد القول به ، وذلك داعية إلى استشعار النظر فيه ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا ركب ولم يقل هذه الآية جاءه الشيطان فقال : «تغنه ، فإن كان يحسن تغنى ، وإلا قال له : تمنه ، فيتمنى الأباطيل ويقطع زمنه بذلك »{[10187]} .


[10187]:ذكر القرطبي هذا الحديث مختصرا عما هنا، وقال: (رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد)، ثم قال: (ذكره النحاس).