اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} (14)

قوله : { وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } أي لمُصَيَّرُونَّ في المعاد{[49672]} . ووجه اتصال الكلام بما قبله أن راكب الفلك في خطر الهلاك وراكب الدابة كذلك أيضاً ؛ لأن الدابة قد حصل لها ما يوجب هلاك الراكب ، وكذا السفينة قد تنكسر ، ففي ركوبهما تعريض النفس للهَلاَك فوجب على الراكب أن يتذكر أمر الموت ، ويقطع أنه هالك ، وأنه منقلب إلى الله ، وغير منقلب من قَضَائِهِ وقدره ، فإذا اتفق له ذلك ( المحذور ){[49673]} كان قد وطن نَفْسَهُ على الموت{[49674]} .


[49672]:انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/406.
[49673]:زيادة من الرازي لتوضيح السياق.
[49674]:الرازي 27/220.