مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} (14)

{ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } لراجعون في المعاد . قيل : يذكرون عند ركوبهم مراكب الدنيا آخر مركبهم منها وهو الجنازة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال : بسم الله . فإذا استوى على الدابة قال : الحمد لله على كل حال ، { سبحان الذى سَخَّرَ لَنَا هذا } إلى قوله { لَمُنقَلِبُونَ } وكبر ثلاثاً وهلل ثلاثاً . وقالوا : إذا ركب في السفينة قال : { بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ هود : 41 ] وحكي أن قوماً ركبوا وقالوا { سبحان الذى سَخَّرَ لَنَا هذا } الآية . وفيهم رجل على ناقة لا تتحرك هزالاً فقال : إني مقرن لهذه فسقط منها لوثبتها واندقت عنقه . وينبغي أن لا يكون ركوب العاقل للتنزه والتلذذ بل للاعتبار ، ويتأمل عنده أنه هالك لا محالة ومنقلب إلى الله غير منفلت من قضائه .