فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} (14)

{ وإنا إلى ربنا لمنقلبون( 14 ) } .

واليقين الذي لا شك فيه أننا جميعا إلى الله راجعون ، إذ الراكب على خطر إلا ما وقى الله ، فينبغي أن لا نغفل عن تذكر الآخرة .

أخرج أحمد ، وأبو داوود ، والترمذي وصححه ، والنسائي وجماعة ، عن علي رضي الله عنه وكرم وجهه أنه أُوتِيَ بدابة ، فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ثلاثا ، والله أكبر ثلاثا { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون } سبحانك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك فقيل له : مما ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك ، فقلت : يا رسول الله مما ضحكت ؟ فقال : ( يتعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لي ويقول : علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري ) .

وفي حديث أخرجه مسلم ، والترمذي ، وأبو داود ، والدارمي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر حمد الله تعالى وسبح وكبر ثلاثا ثم قال : ( { سبحان الذي سخر لنا هذا . . } إلى { لمنقلبون } ) .