معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

قوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزاً } ، عذاباً .

قوله تعالى : { من السماء بما كانوا يظلمون } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

تقدم تفسير هذا كله في سورة " البقرة " ، وهي مدنية ، وهذا السياق مكي ، ونبهنا على الفرق بين هذا السياق وذاك بما أغنى عن إعادته ، ولله الحمد والمنة{[12274]}


[12274]:سورة البقرة الآية: 60.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

وقع في هذه الآية { فبدل الذين ظلموا منهم } ولم يقع لفظ { منهم } في سورة البقرة ، ووجه زيادتها هنا التصريحُ بأن تبديل القول لم يصدر من جميعهم ، وأجمل ذلك في سورة البقرة لأن آية البقرة لما سيقت مساق التوبيخ ناسب إرهابهم بما يوهم أن الذين فعلوا ذلك هم جميع القوم ، لأن تبعات بعض القبيلة تحمل على جماعتها .

وقدم في سورة البقرة ( 58 ) قوله : { وادخلوا الباب سجداً } على قوله : { وقولوا حطة } [ البقرة : 58 ] وعُكس هنا وهو اختلاف في الإخبار لمجرد التفنن ، فإن كلا القولين واقع قُدّم أو أُخّر .

وذكر في البقرة ( 58 ) : { وكلوا منها حيث شئتم رَغَداً } ولم يذكر وصف رغداً هنا ، وإنما حكي في سورة البقرة ، لأن زيادة المنة أدخل في تقوية التوبيخ .

وجملة { سنزيد المحسنين } مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن قوله : { تُغفرْ لكم } في مقام الامتنان بإعطاء نعم كثيرة مما يثير سؤال سائِل يقول : وهل الغفران هو قصارىَ جزائِهم ؟ فأجيب بأن بعده زيادة الأجر على الإحسان ، أي على الامتثال .

وفي نظير هذه الآية من سورة البقرة ( 58 ) ذكرت جملة { وسنزيد المحسنين } معطوفة بالواو على تقدير : قلنا لهم ذلك وقلنا لهم سنزيد المحسنين ، فالواو هنالك لحكاية الأقوال ، فهي من الحكاية لا من المحكي أي قلنا وقلنا سنزيد .

وقرأ نافع ، وأبو جعفر ، ويعقوب { تُغفر } بمثناة فوقية مبنياً للمجهول ، و { خطيئاتُكم } بصيغة جمع السلامة للمؤنث وقرأه ابن كثير ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف : { نَغْفر } بالنون مبنياً للفاعل و { خطيئاتِكم } بصيغة جمع المؤنث السالم أيضاً وقرأه أبو عمرو { نغفر } بالنون و { خطاياكم } بصيغة جمع التكسير ، مثل آية البقرة ، وقرأ ابن عامر : { تُغفر } بالفوقية وخطيئتكم بالإفراد .

والاختلاف بينها وبين آية البقرة في قراءة نافع ومن وافقه : تفنن في حكاية القصة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فغير الذين كفروا بالله منهم ما أمرهم الله به من القول، فقالوا: وقد قيل لهم قولوا هذه "حطة": حنطة في شعيرة وقولهم ذلك كذلك هو غير القول الذي قيل لهم قولوه. يقول الله تعالى: "فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزا مِنَ السّماءِ": بعثنا عليهم عذابا أهلكناهم بما كانوا يغيّرون ما يُؤمرون به، فيفعلون خلاف ما أمرهم الله بفعله ويقولون غير الذي أمرهم الله بقيله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أكرم الله عز وجل هذه الأمة كرامات من الطاعة لرسولها الخضوع له والتعظيم له حتى لم يخطر ببال أحد الخلاف له بعد ما اتبعه وآمن به، وأكرمهم أيضا من الفهم والحكمة والفقه حتى ذكر كأنهم من الفقه أنبياء، وقوم موسى عليه السلام وغيره من الأمم لم يكونوا مثل ذلك. ألا ترى أن قوم موسى قد خالفوه في أشياء أمرهم موسى بها؟

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

التبديل: تغيير الشيء برفعه إلى بدل، فقال الحسن: قالوا حنطة بدل حطة. وقال قوم: قالوا قولا ينافي الاستغفار ويخالف التوبة، وقالوا ما يدل على الإصرار. وأخبر تعالى أنه أرسل عليهم عند ذلك رجزا وهو العذاب والعقوبة جزاء بما كانوا يفعلونه من معاصي الله تعالى ويظلمون بها أنفسهم. وأصل الرجز الميل عن الحق...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

جاء في التفسير أنهم زادوا حرفاً في الكلمة التي قيلت لهم فقالوا: حنطة بدل "حِطَّة "فلقوا من البلاء ما لقوا تعريفاً أن الزيادةَ في الدين، والابتداعَ في الشرع عظيمُ الخَطَرَ، ومجاوزةُ حدِّ الأمر شديدُ الضرر. ويقال إذا كان تغييرُ كلمةٍ هي عبارة عن التوبة يوجب كل ذلك العذاب -فما الظنُّ بتغيير ما هو خبرٌ عن صفات المعبود؟ ويقال إنَّ القولَ أَنْقَصُ من العمل بكلِّ وجهٍ- فإذا كان التغيير في القول يُوجِبُ كلَّ هذا.. فكيف بالتبديل والتغيير في الفعل؟

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وبدل معناه: غيّر اللفظ دون أن يذهب بجميعه، وأبدل إذا ذهب به وجاء بلفظ آخر، والإشارة بالقول إلى قول بني إسرائيل حبة في شعرة أو حنطة في شعيرة...

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

ولا ثقة لنا بشيء مما روي في هذا التبديل من ألفاظ عبرانية ولا عربية، فكله من الإسرائيليات الوضعية، كما قاله الأستاذ الإمام هنالك. وإن خرج بعضه في الصحيح والسنن موقوفا ومرفوعا كحديث أبي هريرة المرفوع في الصحيحين وغيرهما (قيل لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطّة} [البقرة: 58] فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حطة، حبة في شعرة) وفي رواية شعيرة. رواه البخاري في تفسير السورتين من طريق همام بن منبه أخي وهب وهما صاحب الغرائب في الإسرائيليات. ولم يصرح أبو هريرة بسماع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أنه سمعه من كعب الأحبار إذ ثبت أنه روى عنه، وهذا مدرك عدم اعتماد الأستاذ رحمه الله تعالى على مثل هذا من الإسرائيليات وإن صح سنده ولكن قلما يوجد في الصحيح المرفوع شيء يقتضي الطعن في سندها.

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

والعبرة من هذا القصص أن نعلم أن الله يعاقب الأمم على ذنوبها في الدنيا قبل أن يعذبها في الآخرة، وأن نبتعد بقدر الطاقة عن الظلم والفسق، فقد عاقب الله بني إسرائيل بظلمهم ولم يحل دون عقابه ما كان لهم من فضائل ومزايا ككثرة الأنبياء فيهم وتفضيلهم على العالمين كما تقدم.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

وما ظلمهم اللّه بعقابه وإنما كان ذلك بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ أي: يخرجون من طاعة الله إلى معصيته، من غير ضرورة ألجأتهم ولا داع دعاهم سوى الخبث والشر الذي كان كامنا في نفوسهم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهكذا كان ظلم فريق منهم -أي كفرهم- ظلماً لأنفسهم بما أصابهم من عذاب الله.. ولا يفصل القرآن نوع العذاب الذي أصابهم في هذه المرة. لأن غرض القصة يتم بدون تعيينه. فالغرض هو بيان عاقبة المعصية عن أمر الله، وتحقيق النذر، ووقوع الجزاء العادل الذي لا يفلت منه العصاة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقع في هذه الآية {فبدل الذين ظلموا منهم} ولم يقع لفظ {منهم} في سورة البقرة، ووجه زيادتها هنا التصريحُ بأن تبديل القول لم يصدر من جميعهم، وأجمل ذلك في سورة البقرة لأن آية البقرة لما سيقت مساق التوبيخ ناسب إرهابهم بما يوهم أن الذين فعلوا ذلك هم جميع القوم، لأن تبعات بعض القبيلة تحمل على جماعتها.

وقدم في سورة البقرة (58) قوله: {وادخلوا الباب سجداً} على قوله: {وقولوا حطة} [البقرة: 58] وعُكس هنا وهو اختلاف في الإخبار لمجرد التفنن، فإن كلا القولين واقع قُدّم أو أُخّر.

وذكر في البقرة (58): {وكلوا منها حيث شئتم رَغَداً} ولم يذكر وصف رغداً هنا، وإنما حكي في سورة البقرة، لأن زيادة المنة أدخل في تقوية التوبيخ.

وجملة {سنزيد المحسنين} مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن قوله: {تُغفرْ لكم} في مقام الامتنان بإعطاء نعم كثيرة مما يثير سؤال سائِل يقول: وهل الغفران هو قصارىَ جزائِهم؟ فأجيب بأن بعده زيادة الأجر على الإحسان، أي على الامتثال.

وفي نظير هذه الآية من سورة البقرة (58) ذكرت جملة {وسنزيد المحسنين} معطوفة بالواو على تقدير: قلنا لهم ذلك وقلنا لهم سنزيد المحسنين، فالواو هنالك لحكاية الأقوال، فهي من الحكاية لا من المحكي أي قلنا وقلنا سنزيد.

وقرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب {تُغفر} بمثناة فوقية مبنياً للمجهول، و {خطيئاتُكم} بصيغة جمع السلامة للمؤنث وقرأه ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: {نَغْفر} بالنون مبنياً للفاعل و {خطيئاتِكم} بصيغة جمع المؤنث السالم أيضاً وقرأه أبو عمرو {نغفر} بالنون و {خطاياكم} بصيغة جمع التكسير، مثل آية البقرة، وقرأ ابن عامر: {تُغفر} بالفوقية وخطيئتكم بالإفراد.

والاختلاف بينها وبين آية البقرة في قراءة نافع ومن وافقه: تفنن في حكاية القصة.