تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

الآية 162وقوله تعالى : { فبدّل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون } هذا أيضا ذكرنا فيها{[9044]} سوى أنه ذكر ههنا : { فأرسلنا عليهم } وذكر في سورة البقرة { فأنزلنا } والقصة واحدة ليعلم أن اختلاف الألفاظ لا يوجب اختلاف المعاني والأحكام ولا تغييرها .

وذكر ههنا { بما كانوا يظلمون } وهنالك { بما كانوا يفسقون } والفسق هو الخروج عن الأمر ، والظلم هو وضع الشيء [ في ]{[9045]} غير موضعه . وقد كان منهم الأمران جميعا : الخروج عن أمر الله ، ووضع الشيء أيضا في غير موضعه .

أكرم الله عز وجل هذه الأمة كرامات من الطاعة لرسولها الخضوع له والتعظيم له حتى لم يخطر ببال أحد الخلاف له بعد ما اتبعه ، وآمن به ، وأكرمهم أيضا من الفهم والحكمة والفقه حتى ذكر كأنهم من الفقه أنبياء ، وقوم موسى عليه السلام وغيره من الأمم لم يكونوا مثل ذلك . ألا ترى أن قوم موسى قد خالفوه في أشياء أمرهم موسى بها ؟


[9044]:كان ذلك في الآية (59).
[9045]:ساقطة من الأصل وم.