فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (162)

{ فبدّل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم } يعني أمروا أن يقولوا حطة فقالوا حنطة في شعيرة فكان ذلك تبديلهم ، وتغييرهم ودخلوا يزحفون على أستاههم وأدبارهم ، وقد تقدم بيان ذلك في البقرة ، لكن ألفاظ هذه الآية تخالف الآية المذكورة في سورة البقرة من وجوه ثمانية ذكرها الخطيب وقد أشرنا إليها فيما تقدم .

{ فأرسلنا عليهم رجزا من السماء } أي عذابا كائنا منها وهو الطاعون ومات به منهم في وقت واحد سبعون ألفا ، وقال في البقرة { أنزلنا } ولا منافاة بينهما لأنهما لا يكونان إلا من أعلى إلى أسفل { بما كانوا يظلمون } أي بسبب ظلمهم ، وقال في البقرة : { بما كانوا يفسقون } والجمع بينهما أنهم لما ظلموا أنفسهم بما غيروا وبدلوا فسقوا بذلك وخرجوا عن طاعة الله تعالى .