{ والليل وما وسق } أي جمع وضم ، يقال : وسقته أسقه وسقاً ، أي : جمعته ، واستوثقت الإبل : إذا اجتمعت وانضمت . والمعنى : والليل وما جمع وضم ما كان بالنهار منتشراً من الدواب ، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه . روى منصور عن مجاهد قال : ما لف وأظلم عليه . وقال مقاتل بن حيان : ما أقبل من ظلمة أو كوكب . وقال سعيد بن جبير . وما عمل فيه
أي : جمع . كأنه أقسم بالضياء والظلام .
وقال ابن جرير : أقسم الله بالنهار مدبرًا ، وبالليل مقبلا . وقال ابن جرير : وقال آخرون : الشفق اسم للحمرة والبياض . وقالوا : هو من الأضداد{[29891]} .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة : { وَمَا وَسَقَ } وما جمع . قال قتادة : وما جمع من نجم ودابة . واستشهد ابن عباس بقول الشاعر :{[29892]}
مُستَوسقات لو تَجِدْنَ سَائقا . . .
قد قال عكرمة : { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } يقول : ما ساق من ظلمة ، إذا كان الليل ذهب كل شيء إلى مأواه .
وقوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ يقول : والليل وما جمع ، مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير ، أو يَدِب نهارا ، يقال منه : وسَقْتُه أسِقُه وَسْقا ، ومنه : طعام موسُوق ، وهو المجموع في غرائر أو وعاء ، ومنه الوَسْق ، وهو الطعام المجتع الكثير ، مما يُكال أو يُوزن ، يقال : هو ستون صاعا ، وبه جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَما وَسَقَ يقول : وما جَمَعَ .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في هذه الاَية وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما جَمَع . وقال ابن عباس :
*** مُسْتَوْسِقاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سائِقَا ***
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سأل حفص الحسن عن قوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما جمع .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما جمع ، يقول : ما آوى فيه من دابّة .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ : وما لفّ .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما أظلم عليه ، وما أدخل فيه . وقال ابن عباس :
*** مُسْتَوْسِقاتٍ لَوْ يَجِدْنَ حادِيا ***
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ يقول : وما جمع من نجم أو دابة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَما وَسق قال : وما جمع .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما جمع ، مجتمع فيه الأشياء التي يجمعها الله ، التي تأوي إليه ، وأشياء تكون في الليل لا تكون في النهار ، ما جمع مما فيه ما يأوي إليه ، فهو مما جمع .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، قال : حدثنا عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ يقول : ما لُفّ عليه .
قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : وما دخل فيه .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي الهيثم ، عن سعيد بن جبير وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ : وما جمع .
قال : ثنا وكيع ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس وَما وَسَقَ : وما جمع ، ألم تسمع قول الشاعر :
*** مُسْتَوْسِقاتِ لَمْ يَجِدْنَ سائِقا ***
حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة ، في قوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : ما حاز إذا جاء الليل .
وقال آخرون : معنى ذلك : وما ساق . ذكر من قال ذلك :
حدثنا عبد الله بن أحمد المَرْوَزيّ ، قال : حدثنا عليّ بن الحسن ، قال : حدثنا حسين ، قال : سمعت عكرمة وسئل وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : ما ساق من ظلمة ، فإذَا كان الليل ، ذهب كلّ شيء إلى مأواه .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسن ، عن عكرِمة وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ يقول : ما ساق من ظلمة ، إذا جاء الليل ساق كلّ شيء إلى مأواه .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ قال : ما ساق معه من ظلمة إذا أقبل .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله وَاللّيْلِ وَما وَسَقَ يعني : وما ساق الليل من شيء جمعه النجوم ، ويقال : والليل وما جمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.