فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّيۡلِ وَمَا وَسَقَ} (17)

{ والليل وما وسق } أي جمع ما دخل عليه من الدواب وغيرهما ، والوسق عند أهل اللغة ضم الشيء بعضه إلى بعض يقال استوسقت الإبل إذا اجتمعت وانضمت والراعي يسقها أي يجمعها ، قال الواحدي : المفسرون يقولون وما جمع وضم وحوى ولف .

والمعنى أنه جمع وضم ما كان منتشرا بالنهار في تصرفه وذلك الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه ، وقال عكرمة وما وسق أي وما ساق من شيء إلى حيث يأوي فجعله من السوق لا من الجمع ، وقيل وما وسق أي وما جن ما ستر ، وقيل وما حمل وكل شيء حملته فقد وسقته ، والعرب تقول لا احمله وما وسقت عيني الماء أي حملته ووسقت الناقة تسق وسقا أي حملته .

قال قتادة والضحاك ومقاتل بن سليمان : وما وسق وما حمل من الظلمة أو حمل من الكواكب ، قال القشيري ومعنى حمل ضم وجمع والليل يحمل بظلمته كل شيء ، وقال سعيد بن جبير وما وسق أي وما عمل فيه من التهجد والاستغفار بالأسحار ، والأول أولى ، وقال ابن عباس : ما وسق ما دخل فيه وعنه ما جمع .