معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

{ وجاء ربك } قال الحسن : جاء أمره وقضاؤه . وقال الكلبي : ينزل حكمه . { والملك صفاً صفاً } قال عطاء : يريد صفوف الملائكة ، وأهل كل سماء صف على حدة . قال الضحاك : أهل كل سماء إذا نزلوا يوم القيامة كانوا صفاً مختلطين بالأرض ومن فيها فيكون سبعة صفوف .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "وَجاءَ رَبّكَ وَالمَلَكُ صَفّا صَفّا" يقول تعالى ذكره : وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعد صفّ ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل أوجها :

أحدها: أن يكون معناه: وجاء ربك بالملك ، إذ يجوز أن تستعمل الواو مكان الباء... والثاني ... قوله : { وجاء ربك } أمر ربك .

الثالث : أن يكون قوله : { وجاء ربك } أي جاء وعده ووعيده ...

ثم الأصل في المجيء المضاف إلى الله تعالى أن يتوقف فيه ، ولا يقطع الحكم على شيء لما ذكرنا أن المجيء ليس يراد به وجه واحد...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

معناه وجاء أمر الله أو عذاب الله وقيل : معناه وجاء جلائل آياته ، فجعل مجيئ جلائل الآيات مجيئا له تفخيما لشأنها. وقال الحسن : معناه وجاء قضاء الله ...( والملك صفا صفا ) معناه كصفوف الناس في الصلاة يأتي الصف الأول ثم الصف الثاني ثم الثالث على هذا الترتيب ، لأن ذلك أشكل بحال الاستواء من التشويش والتخليط بالتعديل في الأمور ، والتقويم أولى . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت : ما معنى إسناد المجيء إلى الله ، والحركة والانتقال إنما يجوزان على من كان في جهة، قلت : هو تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبين آثار قهره وسلطانه : مثلت حاله في ذلك بحال الملك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلها ووزرائه وخواصه عن بكرة أبيهم { صَفّاً صَفّاً } ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفاً بعد صف محدقين بالجن والإنس . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وجاء قدره وسلطانه وقضاؤه وقال منذر بن سعيد معناه ظهوره للخلق هنالك ليس مجيء نقلة ...

لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :

اعلم أن هذه الآية من آيات الصفات التي سكت عنها وعن مثلها عامة السلف وبعض الخلف ، فلم يتكلموا فيها وأجروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تأويل ، وقالوا يلزمنا الإيمان بها وإجراؤها على ظاهرها ، وتأولها بعض المتأخرين ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل ،...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

هذا المجيء هو مجيئه عز وجل لأن الفعل أسند إلى الله ، وكل فعل يسند إلى الله فهو قائم به لا بغيره ، هذه القاعدة في اللغة العربية ، والقاعدة في أسماء الله وصفاته كل ما أسنده الله إلى نفسه فهو له نفسه لا لغيره ، وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عز وجل ... ونقول : إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه ، ولكن كيف هذا المجيء ؟ هذا هو الذي لا علم لنا به لا ندري كيف يجيء ؟ والسؤال عن مثل هذا بدعة كما قال الإمام مالك ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

{ وجاء ربك } أي أمر ربك وقضاؤه { والملك } أي الملائكة { صفا صفا } صفوفا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

ولما دلت التسوية على مجيء أمر عظيم ، فإن العادة في الدنيا أن الطرق لا تعم بالكنس أو الرش أو التسوية إلا لحضور عظيم كالسلطان ، قال متلطفاً بالمخاطب من أواخر سورة البروج إلى هنا بذكر صفة الإحسان على وجه يفتت أكباد أضداده ، { وجاء ربك } أي أمر المحسن إليك بإظهار رفعتك العظمى في ذلك اليوم الأعظم لفصل القضاء بين العباد بشفاعتك { والملك } أي هذا النوع حال كون الملائكة مصطفين { صفاً صفاً * } أي موزعاً اصطفافهم على أصنافهم كل ، صنف صف على حدة ، ويحيط أهل السماء الدنيا بالجن والإنس ، وأهل كل سماء كذلك ، وهم على الضعف ممن أحاطوا به حتى يحيطوا أهل السماء السابعة بالكل وهم على الضعف من جميع من أحاطوا به من الخلائق ، ومعنى مجيئه سبحانه وتعالى بعد أن ننفي عنه أن يشبه مجيء شيء من الخلق لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، فإذا صححنا العقد في ذلك في كل ما كان من المتشابه قلنا في هذا إنه مثل أمره سبحانه وتعالى في ظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قدرته وقهره وسلطانه بحال الملك إذا حضر بنفسه فظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بظهور عساكره كلها خالية عنه ، فمجيئه عبارة عن حكمه وإظهار عظمته وبطشه وكل ما يظهره الملوك إذا جاؤوا إلى مكان ، وهو سبحانه وتعالى شأنه حاضر مع المحكوم بينهم بعلمه وقدرته ، لم يوصف بغيبة أصلاً أزلاً ولا أبداً ، فحضوره في ذلك الحال وبعده كما كان قبل ذلك من غير فرق أصلاً لم يتجدد شيء غير تعليق قدرته على حسب إرادته بالفصل بين الخلق ، ولو غاب في وقت أو أمكنت غيبته بحيث يحتاج إلى المجيء لكان محتاجاً ، ولو كان محتاجاً لكان عاجزاً ، ولو عجز أو أمكن عجزه في حال من الأحوال لم يصلح للالهية - تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوّاً كبيراً ، وفي تكرير " صفاً " تنبيه على صرف المجيء عن حقيقته وإرشاد إلى ما ذكرت من التمثيل .