لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

{ وجاء ربك } اعلم أن هذه الآية من آيات الصفات التي سكت عنها وعن مثلها عامة السلف وبعض الخلف ، فلم يتكلموا فيها وأجروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تأويل ، وقالوا يلزمنا الإيمان بها وأجراؤها على ظاهرها ، وتأولها بعض المتأخرين ، وغالب المتكلمين فقالوا ثبت بالدليل العقلي ، أن الحركة على الله محال ، فلا بد من تأويل الآية . فقيل في تأويلها وجاء أمر ربك بالمحاسبة والجزاء . وقيل جاء أمر ربك وقضاؤه . وقيل وجاء دلائل آيات ربك فجعل مجيئها مجيئاً له تفخيماً لتلك الآيات . { والملك صفاً صفاً } أي تنزل ملائكة كل سماء صفاً صفاً على حدة ، فيصطفون صفاً بعد صف ، محدقين بالجن والإنس ، فيكونون سبع صفوف .