معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

قوله تعالى : { وما آتيناهم } يعني : هؤلاء المشركين ، { من كتب يدرسونها } يقرؤونها ، { وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } أي : لم يأت العرب قبلك نبي ولا نزل عليهم كتاب .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

قوله تعالى : " وما آتيناهم من كتب يدرسونها " أي لم يقرؤوا في كتاب أوتوه بطلان ما جئت به ، ولا سمعوه من رسول بعث إليهم ، كما قال : " أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون " {[13071]} [ الزخرف : 21 ] فليس لتكذيبهم وجه يتشبث به ولا شبهة متعلق كما يقول أهل الكتاب وإن كانوا مبطلين : نحن أهل كتاب وشرائع ومستندون إلى رسل من رسل الله .


[13071]:راجع ج 16 ص 74.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

{ وما آتيناهم من كتب يدرسونها } في معناها وجهين :

أحدهما : ليس عندهم كتب تدل على صحة أقوالهم ، ولا جاءهم نذير يشهد بما قالوه ؛ فأقوالهم باطلة إذ لا حجة لهم عليها ، فالقصد على هذا رد عليهم .

والآخر : أنهم ليس عندهم كتب ولا جاءهم نذير فهم محتاجون إلى من يعلمهم وينذرهم ، ولذلك بعث الله إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم ، فالقصد على هذا إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

{ وما بلغوا معشار ما آتيناهم } المعشار العشر ، وقيل : عشر العشر ، والأول أصح ، والضمير في { بلغوا } لكفار قريش ، وفي { آتيناهم } للكتب المتقدمة أي : أن هؤلاء لم يبلغوا عشر ما أعطى الله المتقدمين من القوة والأموال ، وقيل : الضمير في { بلغوا } للمتقدمين ، وفي { آتيناهم } لقريش أي : ما بلغ المتقدمون عشر ما أعطى الله هؤلاء من البراهين والأدلة ، والأول أصح وهو نظير قوله : { وكانوا أشد منهم قوة } [ التوبة : 69 ] .