تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

الآية 44 وقوله تعالى : { وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } هو ، والله أعلم ، صلة [ قوله ]{[17083]} : { قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدّكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى } .

وقولهم : { إن هذا إلا سحر مبين } . يقول : والله أعلم : جوابا لقولهم : { وما آتيناهم من كتب يدرسونها } فنُخبرهم أن ما يقول محمد إفك مفترى ، وما أرسلنا إليهم أيضا من قبله رسولا يخبرهم { أن الكتب }{[17084]} كذب مفترى ، وظهور الكذب في القول أو الخبر إنما يكون بأحد هذين الأمرين : إما بكتاب أو نبيّ . وهم لا يؤمنون بكتاب ولا نبيّ . فكيف يدّعون عليه الكذب والافتراء ؟

يخبر عن سفههم وقلة عقولهم وعنادهم بعد ما خصّهم عز وجل ، وفضّلهم على غيرهم من البشر حين{[17085]} بعث الرسول منهم ومن أنفسهم والكتاب على لسانهم وبلغتهم بعد قسمهم أنه بعث إليهم نذيرا أو رسولا اتبعوه حين{[17086]} قالوا { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكوننّ أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا } [ فاطر : 42 ] لم يؤمنون به ، ولم يعرفوا منّة الله عليهم وخصوصيتهم في ما خصّهم ، والله أعلم .


[17083]:في الأصل وم: وما.
[17084]:في الأصل وم: أنه.
[17085]:في الأصل وم، حيث.
[17086]:في الأصل وم: حيث.