فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

{ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } أي ما أنزلنا على العرب كتبا سماوية . . على صحة الإشراك يدرسون فيها ويقرأونها .

{ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } يدعوهم إلى الإشراك أو إلى الحق وينذرهم بالعذاب فليس لتكذيبهم بالقرآن وبالرسول وجه ولا شبهة يتشبثون بها ، قال قتادة : ما أنزل الله على العرب كتابا قبل القرآن ولا بعث إليهم نبيا قبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الفراء : أي من أين كذبوك ؟ ولم يأتهم كتاب ولا نذير بهذا الذي فعلوه ، ثم خوفهم سبحانه وأخبر عن عاقبتهم وعاقبة من كان قبلهم ، فقال : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }