الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

قوله : { يَدْرُسُونَهَا } : العامَّةُ على التخفيفِ مضارعَ درس مخففاً أي : حَفِظَ . وأبو حيوةَ " يَدَّرِسُوْنَها " بفتح الدال مشددةً وكسرِ الراء . والأصلُ يَدْتَرِسُوْنها من الادِّراس على الافتعالِ فأُدْغم . وعنه أيضاً بضمِّ الياءِ وفتحِ الدالِ وشَدِّ الراءِ من التدريس .

قوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ } أي : إلى هؤلاء المعاصرين لك لم نُرْسِلْ إليهم نذيراً يُشافِهُهم بالنِّذارةِ غيرَك ، فلا تَعارُضَ بينَه وبينَ قولِه : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] إذِ المرادُ هناك آثارُ النَّذيرِ ، ولا شَكَّ أنَّ هذا كان موجوداً ، يَذْهَبُ النبيُّ ، وتَبْقَى شريعتُه .