اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ} (44)

قوله : { وَمَا آتَيْنَاهُمْ } يعني المشركين «مِنْ كُتُبٍ يَدرسونَها » العامة على التخفيف مضارع «دَرَسَ » مخففاً أي حفظ{[44781]} وأبو حيوة يُدَرِّسُونَها بفتح الدال مشددة وكسر الراء{[44782]} والأصل «يَدْتَرِسُونَها » من الادّراس على الافتعال فأدغم ، وعنه أيضاً بضم الياء وفتح الدال وتشديد الراء من التَّدْريس{[44783]} .

والمعنى يقرأونها وقوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ } أي إلى هؤلاء المحاضرين{[44784]} لك لم ترسل إليهم أي لم يأت العرب قبْلك نبي ولا نزل عليهم كتاب ولا أتاهم نذير يشافههم بالنّذارة غيرك{[44785]} ، فلا تعارض بينه وبين قوله : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] إذ المراد هناك آثار النذير . ولا شك أن هذا كان موجوداً يذهب النبي وتبقى شريعته ،


[44781]:الدر المصون 4/452.
[44782]:ذكرها أبو حيان في بحره 7/289 والزمخشري في الكشاف 3/294 وابن خالويه في المختصر 122وابن جني في المحتسب 2/195.
[44783]:البحر 7/289 والكشاف 3/294.
[44784]:في (ب) المعاصرين.
[44785]:هذا معنى قول قتادة في زاد المسير 6/463 و 464.