في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

( ويل يومئذ للمكذبين ! ) . .

وهذا الإنذار من العزيز الجبار ، في مواجهة الهول السائد في الكون ، والجلال الماثل في مجلس الفصل بمحضر الرسل ، وهم يقدمون الحساب الأخير في الموعد المضروب لهم . . هذا الإنذار في هذا الأوان له طعمه وله وزنه وله وقعه المزلزل الرهيب . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ثم أثبت الويل { للمكذبين } في ذلك اليوم ، والمعنى { للمكذبين } به في الدنيا وبسائر فصول الشرع ، و «الويل » : هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء ، ويروى عن النعمان بن بشير وعمار بن ياسر أن وادياً في جهنم اسمه «ويل » .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

حَمْل هذه الجملة عن نظائرها الآتية في هذه السورة يقتضي أن تُجعل استئنافاً لقصد تهديد المشركين الذين يسمعون القرآن ، وتهويل يوم الفصل في نفوسهم ليحذروه ، وهو متصل في المعنى بجملة { إِن ما تُوعَدُون لواقع } [ المرسلات : 7 ] اتصال أجزاء النظم ، فموقع جملة { ويل يومئذٍ للمكذبين } ابتداءُ الكلام ، وموقع جملة { إذا النجوم طمست } [ المرسلات : 8 ] التأخرُ ، وإنما قُدمت لتؤذن بمعنى الشرط . وقد حصل من تغيير النظم على هذا الوجه أن صارت جملة { ويل يومئذٍ للمكذبين } بمنزلة التذييل ، فحصل في هذا النظم أسلوب رائع ، ومعان بدائع . وبعض المفسرين جعل هذه الجملة جواب ( إذَا ) أي يتعلق ( إذَا ) بالاستقرار الذي في الخبر وهو { للمكذبين } . والتقدير : إذا حصل كذا وكذا حلّ الويل للمكذبين وهو كالبيان لقوله : { إن ما تُوعَدُون لواقع ، فيحصل تأكيد الوعيد ، ولا يَرِد على هذا عُرُوّ الجواب عن الفاء الرابطة للجواب لأن جواب ( إذا ) جوابٌ صوري ، وإنما هو متعلَّق ( إذا ) عومل معاملة الجواب في المعنى .

ثم إن هذه الجملة صالحة لمعنى الخبرية ولمعنى الإِنشاء لأن تركيب ( وَيْل له ) يستعمل إنشاء بكثرة .

والويل : أشد السوء والشرِّ .

وعَلى الوجه الأول يكون المُراد بالمكذبين كذبوا بالقرآن ، وعلى الوجه الثاني في معنى الجملة جميعُ الذين كذبوا الرسل وما جَاءُوهُم به ، وبذلك العموم أفادت الجملة مُفاد التذييل ، ويشمل ذلك المشركين الذين كذبوا بالقرآن والبعثثِ إذ هم المقصود من هذه المواعظ وهم الموجه إليهم هذا الكلام ، فخوطبوا بقوله : إنما توعدون لواقع .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فأوعدهم: {ويل يومئذ للمكذبين} بالبعث.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

الوادي الذي يسيل في جهنم من صديد أهلها للمكذّبين بيوم الفصل.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

إنما خص الوعيد في الذكر بالمكذبين لأن التكذيب بالحق يتبعه كل شيء، فخصال المعاصي تابعة له وإن لم يذكر معه، مع أن التكذيب قد يكون في القول والفعل المخالف للحق.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: كيف وقع النكرة مبتدأ في قوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}؟ قلت: هو في أصله مصدر منصوب سادّ مسدّ فعله، ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. ونحوه {سلام عَلَيْكُمُ} [الأنعام: 54].

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

أثبت الويل {للمكذبين} في ذلك اليوم، والمعنى {للمكذبين} به في الدنيا وبسائر فصول الشرع، و «الويل»: هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء، ويروى عن النعمان بن بشير وعمار بن ياسر أن وادياً في جهنم اسمه «ويل».

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

كرره [الويل] في هذه السورة عند كل آية لمن كذب؛ لأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم، فإن لكل مكذب بشيء عذابا سوى تكذيبه بشيء آخر، ورب شيء كذب به هو أعظم جرما من تكذيبه بغيره؛ لأنه أقبح في تكذيبه، وأعظم في الرد على الله، فإنما يقسم له من الويل على قدر ذلك، وعلى قدر وفاقه وهو قوله: "جزاء وفاقا " [النبأ: 26]. وروي عن النعمان بن بشير قال: ويل: واد في جهنم فيه ألوان العذاب.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما هول أمره ذكر ما يقع فيه من الشدة على وجه الإجمال، وقد كررت هذه الجملة بعدة المقسم به، وما ذكر هنا مما يكون في يوم الفصل من الطمس وما بعده وهو تسعة أشياء، وزادت واحدة فتكون كل جملة بواحدة من المذكورات، والعاشر للتأكيد دلالة على أن لهم من الويل ما لا ينتهي كما أن الواحد لا ينتهي- على أنها لو كانت كلها لتأكيد الأول لكان ذلك حسناً، فإن من كذبك في أشياء كان من البلاغة أن تقرره بواحدة منها ثم تقول له عند قيام الدليل "ويل لك " ثم تفعل فيما بعده كله كذلك وتعيد عليه ذلك القول بعينه تأكيداً له وتحقيقاً لوقوع معناه دلالة على أن الغيظ قد بلغ منتهاه، والفجور وانقطاع العذر لم يدع موضعاً للتنصل منه والبعد عنه، وذلك في كلام العرب شائع معروف سائغ.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذا الإنذار من العزيز الجبار، في مواجهة الهول السائد في الكون، والجلال الماثل في مجلس الفصل بمحضر الرسل، وهم يقدمون الحساب الأخير في الموعد المضروب لهم.. هذا الإنذار في هذا الأوان له طعمه وله وزنه وله وقعه المزلزل الرهيب..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

حَمْل هذه الجملة عن نظائرها الآتية في هذه السورة يقتضي أن تُجعل استئنافاً لقصد تهديد المشركين الذين يسمعون القرآن، وتهويل يوم الفصل في نفوسهم ليحذروه، وهو متصل في المعنى بجملة {إِن ما تُوعَدُون لواقع} [المرسلات: 7] اتصال أجزاء النظم، فموقع جملة {ويل يومئذٍ للمكذبين} ابتداءُ الكلام، وموقع جملة {إذا النجوم طمست} [المرسلات: 8] التأخرُ، وإنما قُدمت لتؤذن بمعنى الشرط. وقد حصل من تغيير النظم على هذا الوجه أن صارت جملة {ويل يومئذٍ للمكذبين} بمنزلة التذييل، فحصل في هذا النظم أسلوب رائع، ومعان بدائع. وبعض المفسرين جعل هذه الجملة جواب (إذَا) أي يتعلق (إذَا) بالاستقرار الذي في الخبر وهو {للمكذبين}، والتقدير: إذا حصل كذا وكذا حلّ الويل للمكذبين وهو كالبيان لقوله: {إن ما تُوعَدُون لواقع، فيحصل تأكيد الوعيد، ولا يَرِد على هذا عُرُوّ الجواب عن الفاء الرابطة للجواب؛ لأن جواب (إذا) جوابٌ صوري وإنما هو متعلَّق (إذا) عومل معاملة الجواب في المعنى.

ثم إن هذه الجملة صالحة لمعنى الخبرية ولمعنى الإِنشاء؛ لأن تركيب (وَيْل له) يستعمل إنشاء بكثرة.

والويل: أشد السوء والشرِّ.

وعَلى الوجه الأول يكون المُراد بالمكذبين كذبوا بالقرآن، وعلى الوجه الثاني في معنى الجملة جميعُ الذين كذبوا الرسل وما جَاءُوهُم به، وبذلك العموم أفادت الجملة مُفاد التذييل، ويشمل ذلك المشركين الذين كذبوا بالقرآن والبعث؛ إذ هم المقصود من هذه المواعظ وهم الموجه إليهم هذا الكلام، فخوطبوا بقوله: إنما توعدون لواقع.