فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ثم ذكر حال الذين كذبوا بذلك اليوم فقال { ويل يومئذ للمكذبين } .

أي ويل لهم في ذلك اليوم الهائل ، قال الزمخشري ويل أصله مصدر ساد مسد فعله لكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على الثبات .

قلت : سوغ الابتداء به كونه دعاء لا ما ذكره الزمخشري ، ويجوز ويلا بالنصب ولكنه لم يقرأ به ، والويل الهلاك أو هو اسم واد في جهنم ، قال ابن مسعود يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين .

وكررت هذه الآية في هذه السورة عشر مرات لأنه قسم الويل بينهم على قدر تكذيبهم ، فإن لكل مكذب بشيء عذابا سوى تكذيبه بشيء آخر ، ورب شيء كذب به هو أعظم جرما من التكذيب بغيره ، فيقسم له من الويل على قدر ذلك التكذيب .

وقال الكرخي : التكرار في مقام الترغيب والترهيب مستحسن لا سيما إذا تغيرت الآيات السابقة على المرات المكررة كما هنا .