نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ولما هول أمره ذكر ما يقع فيه من الشدة على وجه الإجمال فقال : { ويل } أي هلاك عظيم جداً { يومئذ } أي إذ يكون يوم الفصل { للمكذبين * } أي بالمرسلات التي أخبرت بذلك اليوم وغيره من أمر الله ، والويل في الأصل مصدر منصوب بإضمار فعله ، عدل به إلى الرفع للدلالة على ثبات معناه ، وقد كررت هذه الجملة بعدة المقسم به وما ذكر هنا مما يكون في يوم الفصل من الطمس وما بعده وهو تسعة أشياء ، وزادت واحدة فتكون كل جملة بواحدة من المذكورات ، والعاشر للتأكيد دلالة على أن لهم من الويل ما لا ينتهي كما أن الواحد لا ينتهي-{[70864]} على أنها لو كانت كلها لتأكيد الأول لكان ذلك حسناً ، فإن من كذبك في أشياء كان من البلاغة أن تقرره بواحدة منها ثم تقول له عند قيام الدليل " ويل لك " ثم تفعل فيما بعده كله كذلك وتعيد عليه ذلك القول بعينه تأكيداً له وتحقيقاً لوقوع{[70865]} معناه دلالة على أن الغيظ قد بلغ منتهاه والفجور وانقطاع العذر لم يدع موضعاً للتنصل منه والبعد عنه ، وذلك في كلام العرب شائع معروف سائغ .


[70864]:زيد من م.
[70865]:من م، وفي الأصل و ظ: لوقوعه.