معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (48)

قوله تعالى : { انظر } يا محمد { كيف ضربوا لك الأمثال } ، الأشباه ، قالوا : شاعر وساحر وكاهن ومجنون ، { فضلوا } ، فحاروا وحادوا ، { فلا يستطيعون سبيلاً } أي : وصولاً إلى طريق الحق .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (48)

40

( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) . .

ضربوا لك الأمثال بالمسحورين ولست بمسحور ، إنما أنت رسول ، فضلوا ولم يهتدوا ، وحاروا فلم يجدوا طريقا يسلكونه . لا إلى الهدى ، ولا إلى تعليل موقفهم المريب !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (48)

ضرب المثل له هو قولهم مسحور ، ساحر ، مجنون ، متكهن ، لأنه لم يكن عندهم متيقناً بأحد هذه ، فإنما كانت منهم على جهة التشبيه ، ثم رأى الوليد بن المغيرة أن أقرب هذه الأمور على تخيل الطارئين عليهم هو أنه ساحر ، ثم حكم الله عليهم بالضلال ، وقوله { فلا يستطيعون سبيلاً } يحتمل معنيين : أحدهما لا يستطيعون سبيلاً إلى الهدى والنظر المؤدي إلى الإيمان ، فتجري الآية مجرى قوله { وجعلنا على قلوبهم أكنة }{[7589]} [ الأنعام : 25 ] ونحو هذا ، والآخر : لا يستطيعون سبيلاً إلى فساد أمرك وإطفاء نور الله فيك بضربهم الأمثال لك واتباعهم كل حيلة{[7590]} في جهتك ، وحكى الطبري أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وأصحابه .


[7589]:في الآية (46) من هذه السورة، وهي قبل هذا بقليل.
[7590]:في بعض النسخ: "واتباعهم كل خليقة".